كلامى

الحلم اصله فكره , و الفكره اصلها خيال , و الخيال اصله أمل

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

ثقافة الرخص الدعائي

 

دائماً ما تعودنا في شهر رمضان مشاهدة كمية كبيرة من الاعلانات منها الذى يصيبنا بالضجر و منها المسلي , منها البسيط و العادي ومنها المضحك و المميز بالأفكار اللإبداعيه الجديدة و كان تنافس الشركات واضحاً بتقديم أفضل ما لديها في موسم الدعايا التلفزيونية و خصوصاً شركات الاتصالات و المياه الغازية . 

هذا العام حدث خلل في هذه القاعدة ما لم يكن في الكمية , فالفواصل الإعلانية بين البرامج و المسلسلات ما زالت طويلة مملة , إنما الخلل في شكل الإعلان ذاته , أصبح شكل التنافس بسيط يكاد لا يذكر معظم الإعلانات أخذت الشكل البسيط المتداول حتى الإعلانات صاحبة الأفكار المميزة كانت دون مستوى كل عام , هذا الهبوط في في الشكل الدعائي ليس مجرد صدفة أو نتيجة لعوامل اقتصادية , إنما هو مجرد تماشياً مع الذوق العام الدارج للمشاهد المصري .

لو عرفنا ان شكل الدعايا يُحدد حسب ثقافة الفئة الموجه لها إذا ما الذى حدث خلال عاماً واحد جعل ثقافة المتلقى المصرى تهبط حتى تجعل كبرى الشركات لا تبذل مجهوداً لتؤثر فيه ؟

إذا تابعنا شكل الإعلانات التلفزيونية طوال العام الماضي ستجدها أقل من البسيطة تبعد عن الاحتراف أميالاً اعلانات رخيصة لا تنافس سوى فيديوهات الموبايل مقدمة على قنوات فضائية رخيصة معظمها إعلانات لشركات صغيرة تسوق لمنتجات بسيطة و مقلده تقوم بشرائها عبر الهاتف و إعلانات للشركات العقارية و أطعمة غذائية و الكثير الكثير من الشركات الصغيرة ذو المنتجات الرديئة التى وجدت مساحة إعلانية رخيصة على قنوات رخيصة لتبث ما هو أرخص .

فإذا كان هذا هو المتداول و المتماشي مع ثقافة المستهلك المصرى فمن الطبيعى ان لا تحتاج الشركات الكبرى لأفكار جديدة مميزة لتبهر بها المواطن المصرى , فكل شعب يُخاطب بلغته .

الاثنين، 14 أبريل 2014

الوحدة الوطنية

منذ فترة كنت أجالس أحد أصدقائي و نتحاور فى عدة مواضيع و بالصدفه فتح نقاش حول العلاقة بين المسيحين و المسلمين فى مصر هذه الأيام و فاجئنى رأيه عندما قال “ نحن أكثر البلاد نتمتع بالوحدة الوطنية بل نحن من أخترعنا الوحدة الوطنية “ نظرة الأستغراب على وجهى كانت كفيلة بتحرير بعض من ضحكاتة و لما زاد استغرابى توقف دقيقة ليحاولى افهامى ما يقصده بـ “ الوحدة الوطنية “ .قال فى جدية تامه “ الوحدة الوطنية التى أقصدها هى الوحدة التى يعيش فيها كل فئة و صنف و مله فى وحدة مغلقه على من داخلها لا تهتم باى شيء خارجها .. يمكننى تقريب الصورة بالوحدات السكنية , فكل طائفة تعيش فى وحدة على حدا . لذلك صدقنى عندما أقول لك أننا من أخترعنا الوحدة الوطنية " . نعم لدينا مشكلة و لكن هل يوجد أهتمام لحل المشكلة ؟
نحن نتعامل مع الفجوة بين المسلمون و المسحيون كالجرح فى الجسد الذى اذا أردت أن يشفى وجب عليك أهمالة وعدم العبث به , فالتجاهل هو التصرف الصادر من الجميع و كأن أنكار المشكلة سيجعل القلوب تتغير و تصير قادرة على تقبل المختلف عنها , كل ما نفعله هو التجاهل غير مدركين أن التجاهل يأتى بعد تطهير الجرح و إلا كانت النتيجة اسوأ .
نعم لدينا مشكلة و ستقابلها يومياً فى تعاملاتك المختلفة , و المشكلة الأكبر ليست فى تقبل الأخر بل فى الاحساس انه غريب عن المجتمع و معاملتة بطريقة مختلفة حتى لو كانت جيدة , ففى النهاية تؤدى إلى توصيل فكرة أنت من الطرف الاخر , أنت من الأقلية , أنت ضعيف و لك بعض من الشفقه منى لأننى إنسان متفتح . ومن المؤكد ان المعامله الخاصه تؤدى أيضاً إلى عدم الأندماج و الأحساس بالغربة فى وطنة .
و لكى تحدد المشكلة بشكل أدق يجب عليك الرجوع إلى البداية و أول تاريخ المسيحية و الإسلام مع شعب مصر , أنظر إلى الأصل ستجد الطرفان شركاء فيه , لا المسيحية ولا الإسلام دخلت على شكل غزاه و طردوا أهل مصر بل أهل مصر هم من أعتنقوا المسيحية مره و من بعدها الإسلام مره .
أنظر للتاريخ مره آخرى و دقق على طول فترة تعايش المصرييون من مسيحييون و مسليمون ستجد أن الفترة الحالية مجرد ظرف طارئ على المجتمع المصرى , فترة لا تكاد تذكر بجانب التاريخ الطويل المشترك بما فيه من هدوء و تعايش .
ألقى نظرة شاملة أخيرة ستجد الشعب المصرى أكثر شعب قادر على التعايش و تقبل الآخر و الدليل واضح حتى فى فترات الاحتلال و الغزو كان لديه القدرة على التعايش معهم .
اذا لماذا هذا الكم من التوتر بين شعب واحد ذو أصل واحد لمجرد الأختلاف فى العقيدة و التفكير ؟
قيل لى مرة أن غياب الديمقراطية احدى أعمدة الفتنه .
فحديثا لم يظهر اى مشكلات فى العلاقة بين المسلمين و المسيحين إلا بعد حادثة " قطر الصعيد " فى عهد جمال عبد الناصر و حادثة " الزاوية الحمراء " فى عهد أنور السادات , و هما عهدان أكثر ما ميزهما التلاعب بكلمة ديمقراطية لينتهى الأمر بسياسة الرئيس المخلوع مبارك و التى نسينا فيها معنى الديمقراطية و شهدت تطور ملحوظ للتوتر بين الجانبين .
لكنى لا أعتقد أن غياب الديمقراطية هى السبب الأوحد لما وصلنا إليه , و أياً كان السبب فى ذلك , أرى أنه حان الوقت لخروج كل طائفة من وحدتها الوطنية .

الخميس، 18 يوليو 2013

ماذا حدث للمرأة ؟



دائماً ما جال في خاطري تساؤلات حول ما حدث لتصل المرأة إلى صورتها الحالية , هبط آدم و حواء من السماء للأرض عراه و لكنهم بالفطرة ستروا أجسادهم بأوراق الشجر , بعد ذلك في معظم المجتمعات القديمة كان ملبس المرأة أكثر ستراً من الرجل كما أن الديانات السماوية  أمرت بضرورة ستر المرأة و غطاء جسدها و تحولت لعادات و تقاليد و كان يمكن التفرقه بين المرأة الحرة و الأمه  من اللباس المحتشم فكان يختص به المرأة الحرة فقط  فما حدث حتى يكون الزى الرسمى للرجال هو البدله التى تغطى جسده من رقبته حتى قدميه و نرى الزى الرسمى للمرأة هو الفساتين اللتى تظهر جميع أنحاء جسدها و يتعمد إبراز مفاتنها ؟
لم أجد إجابات تقنعنى أن إبراز مفاتن المرأة يفيدها بأى شكل وجد , و بمنتهى البساطة هو لا يفيد إلا الرجل الذى جعل جسد النساء متاح ليستمتع به متى شاء .
منذ بداية التاريخ الاجتماعي للإنسانية و الرجل يشتهى المرأة و يحاول أن يصل إليها بأسهل الطرق و تعامل معها كجسد فقط و هذا ما رأيناه في الحضارة الغربية حين أجتمع اللاهوتيين في مجمع ماكون ليجيبوا على تساؤل " هل المرأة جسد فقط أم جسد به روح ؟ " و كانت الإجابة المجمع عليها أنها تخلو من الروح الناجية عدا مريم عليها السلام و عام 586 م حين عقد الفرنسيون مؤتمراً لمناقشة نفس الأمر و كانت أجابتهم أن للمرأة روح إنسانيه و لكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب ,  كذلك أراء بعض الفلاسفة و المفكرين  مثل أرسطو الذى قال ان المرأة مجرد " ذكر مشوه " أو جان جاك روسو الذى قال " أن المرأة خلقت لمتعت الرجال " .
و حتى عصرنا هذا لم تختلف نظرة الرجل للمرأة تلك النظرة الجسدية و الإمتلاكية البحته  و لكن بعد ان تطورت المجتمعات و لن يتقبل أحد فكرة العبودية فكان على الرجل تطوير طرقة مرة أخرى لاستغلال المرأة  .
فنرى الان جسد المرأة بارز من فتاحات الملابس المختلفة و لا نستغرب ان معظم مصممين الأزياء من الرجال , نرى استغلال جنسى بحت للمرأة في الإعلانات التجارية لمنتجات موجهه للرجل أو للسيدات على حد سواء .
أصبحت المرأة مغفلة بقضية الحرية و المساواة لدرجه أنها تناست أنها امرأة و ببساطة لو نظرت بحكمة للأفلام و الاعلانات تراه موجهه للرجل فقط ولو القيت نظرة على الملابس أو كل شيء تستخدمه المرأة ستجده لا يخدم سوى شهوة الرجل .
حرية المرأة لا تقتصر على الفستان المفتوح و لكن تتضمن أيضا عدم إجبارها على اى تصرف و الأهم هو عدم التميز و التصنيف .
حرية المرأة تأتى عندما يتحرر عقلها في البداية عن السطحية وعندما لا يكون أكبر همها طريقة اظهار مفاتنها لتظهر جميلة .

الثلاثاء، 26 مارس 2013

واحده ما


فى مكان ما  , فيه واحده ما  
بتحبنى علشان حاجه ما 
نفس الحاجه اللى بحاول اغيرها علشان أعجب  
واحده ما . 

الاثنين، 4 فبراير 2013

صاحب القلب المحروق


حينما مر من مدخل هذا المطعم الفخم برفقه هذه الفتاه لم يستطع منع تلك الذكرى شبه المنسيه من إختطاف نفسه إلى يومها , اليوم الذى رافق فيه هذه الفتاه المتهوره فى هذا المطعم الرديء , هذا الشاب المتأنى فى حياته كان عليه أن يتحمل هذا المكان الرديء المليء بمختلف أنواع الأزعاج .
و الأن وهو فى هذا المطعم الفخم الذى أعتاد على أمثاله مع هذه الفتاه التى بالتأكيد لا تستحق ذلك , يمسك يدها و يعبر بها ذلك الممر الواصل بين مدخل المطعم و قاعة الطعام يستمع خلاله لصوت ضربات حذائها الرخيص بالأرض الرخامية .
جلس معها على طاولة أعدت مسبقاً لهم فى ركن هاديء بعيد عن بقيت الزبائن كما أحب دائماً , أخذ ينظر إلى الفتاه فى حاجه إلى تذكر مره آخرى لماذا عرض عليها مرافقته إلى هذا المكان وهو لا يشعر تجاهها بأى مشاعر ولا حتى تقبل لشخصيتها المعدومه , أنها مجرد فتاه ليس بداخلها اى فكر , يمكنه ان يعدلها كما يشاء ومن الواضح أنها تحبه و لن يحدث و تخونه كما فعلت به غيرها و سيحاول أن لا يخونها بدوره كما فعل هو بأخرى .
و السبب الأهم هو أن يتخطى هذه الفتاه المتهورة مُحِبته  التى وجد معاها كل ما يتمناه و يبحث عنه و لم يجده مع من سبقها . 
هو لا يحب الامكان الرديئة ولا الضوضاء و الأختلاط بالغرباء و لكنه أحب المتهورة .
و لكن آتت هذه المتهورة بعد حرق قلبه بسبعه قبلها , منهن من حرق جزءاً من قلبه بأفعالهن و باقي قلبه حُرق ندماً على ما فعله هو بهم .
كثرة تجاربه أحرقت قلبة الشاب فلم يعد صالحاً لأكثر من تذكر الماضي و البكاء عليه  , و خوفه بان تلحق هذه المتهورة بمثيلتها  جعله يبعد من البداية , أما هذه الفتاه الطيبة التى لا تستحق التواجد فى هذا المكان لأنها لا تمتلك شخصية من وجهة نظره فلا يخاف عليها كثيراً لأنه ببساطه لا يحبها كثيراً .
لكن صاحب القلب المحروق نسى أن الذى يحب يفعل أى شيء للوصول لمحبوبه , حتى لو كان هذا الشيء هو تخليه عن شخصيته . 

السبت، 2 فبراير 2013

الحياة



يدير مفتاحة فى الباب ثلاث مرات بطيئة ليستمتع بسماع صوت تخبط المفاتيح , ينفتح الباب لكنه يظل واقفاً فى الممر أمام شقته ينظر إلى الظلام الساكن بها , بعد عدة دقائق يقرر الضغط على مفتاح الإضائة ليظهر معالم بيته , يتقدم خطوتان و يغلق الباب لكنه يظل واقفاً يمعن النظر فى كل موضع أمامه لا يصدق أن هذا المكان عاش فيه أخر عشرة سنوات من حياته , هذا المكان كان و لفترة طويلة حلماً يسعي لتحقيقة بكل طريقة ممكنه , هذا المكان بالنسبة له هو إعلان إستقلاله عن أى شيء يمكن أن يتدخل فى حياته و أى شخص يريد التحكم فى مساره , هذا المكان بالنسبة له كان رمز لحريتة الشخصية و بداية حياته المستقلة , و لكن أين هى هذه الحياه .
بعد تقدمه عدة خطوات آخرى و جد نفسة أمام مكتبة و بطريقة لا إرادية فتح درج مكتبة الآخير ليخرج منه علبة سجائره الغالية و أخرج منها أحد سجائرها وهو يعلم أنها أخر سيجارة سوف يدخنها للأبد , أخذها مع قداحته الغالية هى الآخرى ليجلس على كرسية الخشبى داخل تراس شقته الكبير , عدل من وضع الكرسي فهذه المره ليس فى حاجه ليرى المدينة هذه اللحظات الأخيرة يجب أن يقضيها مع شقتة , جلس على الكرسي و أشعل سيجارته و أخذه ينظر إلى الآركان .
كان يتذكر أن هذه الشقة كانت أوسع من ذلك و لكن ما الغريب فكل شيء الآن أصبح ضيق .
أخذ يتذكر أخر ثلاث أشهر فى حياته و كيف قضاها فى المشفى وحيداً بعد ما أكتشف أنه مصاب بسرطان الرئه و في مرحلة متأخره ,  ما زال مقتنع حتى الآن أن الخبر لم يصل بعد إلى عائلته , أبتسم قليلاً وهو يتذكر كيف كان يسعى بكل الطرق للهرب من عائلته و عشق الوحده حتى أنه و بعد سنواته الخمس و الثلاثون لم يتزوج هرباً من أى شيء يقف بينه و بين حريته و أستقلاله .
أبتسامته كانت ساخره لأنه و طوال الثلاث أشهر الماضيه كان يتمنى كل ساعه أن لا يكون وحيداً . 
و سريعاً دفنت أبتسامته عندما تذكر أصدقائه الذى لم يكن ينتظر منهم الكثير , و لكن لا شيء على الأطلاق كان أمراً صعباً .
الأن عاد ليرى ما خرج به من حياته , حياة الحرية و الأستقلال , لم يخرج بأهل ولا زوجه و أطفال ولا حتى أصدقاء , بل خرج بهذه , هذه الشقة الكئيبة رمز الحرية و الأستقلال , فكانت هى من يستحق مشاركتة فى لحظاته الأخيرة .
و قبل أن تنتهي سيجارتة أخرج من صدره دخانها و خرجت معه روحه الوحيده .     

الجمعة، 1 فبراير 2013

عم على




منذ بداية اهتمامي بالأنشطة الثقافية تشابهه جميع الأحداث عدا واحده , لا أقدر أن أنسى هذا اليوم عندما دعاني صديق لحضور ندوة لشاعر ما , وقتها لم أكن أعطى للشعر مقدار كبير من اهتمامي و مع ذلك قررت الذهاب معه لمجرد الحضور .
كان الميعاد الساعة السادسة و النصف كما أخبرني الصديق وصلنا في تمام السادسة و قابل صديقي أحد المنظمين و عرفني عليه , شاب صغير عاد من مدرسته الثانوية مسرعاً للحضور باكراً في هذا المكان  , هذا المكان الذى أتضح لي أنه مكان مخصص لدروس الكليات .  فيالها من ندوة داخل حجره في منزل .
أتذكر أيضا ً تأخر الشاعر عن الميعاد و حتى أننا وقفنا مع من أنضم إلينا لحضور الندوة في بلكونة هذا المنزل , بعد نص ساعة وقفت سيارة تاكسي أمام المنزل و خرج منها ثلاث أشخاص و قبل التفكير في أمكانية أن يكون الشاعر أحدهم أم لا قال أحد المنظمين في حزم " أتفضلوا على الكراسي الأستاذ جه " مازالت حتى الأن لا أرى سبب مقتنع لطريقته الحازمة .
حضر الأستاذ مع أثنين آخرين حاملين عدد جيد من نسخ لكتاباً له ,  أعتقد أنه أيضاً لم يتخيل أن تكون الندوة بهذا الشكل و لم يخطر على باله أن الحاضرين سيكون عددهم أكثر بقليل من العشرة .
في هذا الوقت دخل رجل إلى الغرفة و هو يعتذر لجميع الحضور عن تأخره و قابلة الجميع بترحاب شديد , كان هذا الرجل غريباً يبدو عليه البساطة الشديدة من سروالة القماشي و قميصه المشجر الذى لا يظهر منه الكثير بسبب " السويتر " و أيضاً شكل التجاعيد على وجهه و ذقنه الغير حليقة و عندما تكلم ظهرت أسنانه الصفراء  الغير منتظمة    .
فضولي يداعب عقلى من جديد اذا فهذا الرجل من البسطاء المحبين للأدب ومن الغالب أنه عامل في أحدى الشركات الحكومية الكبرى إذا نحن أمام مثقف مكافح و يمكن أن يكون أسمه " عبده " .
بدأ الكلام في الندوة بين الشاعر و الحضور حتى علمت أن أسمه " عم على " .
الاختلاف ليس كبيراً بين عبده و على فأكتفي بتعديل الاسم فقط مع الإبقاء على باقي القصة .
 تكلم الجميع عن أشياء لا تهمني و لم أستفد منها بشيء سوى أنى علمت أن هناك خلاف دائم و مستمر بين شعراء العامية و الفصحى  , ما لفت أنتباهى هو نظرات الأستاذ المتتالية و الطويلة لي و لم أجد شيء أرضي به فضولي هذه المرة .
انقضى وقت الندوة بطيئاً و خرجت مسرعاً و وقفت أمام المنزل منتظراً خروج صديقي و أفكر في شخصيه عم على و تبرير نظرات الأستاذ , بعد دقائق خرج صديقي و أقترح على الذهاب إلى مقهى قريب سيتجمع به بعض أصدقائه و لان طريقته اقتراحه كانت متحيزه للموافقة فذهبت معه و جلسنا على المقهى و مر القليل حتى آتى أصدقائه   . أنهم نفس الأشخاص الذين كانوا في الندوة و بينهم الشاعر نفسه .
اذا هذا يفسر الكثير فجميع من كان في الغرفة هم أصدقاء الشاعر فمن الطبيعى  أن ينظر إلي الشاعر كثيراً فأنا الوحيد في الغرفة الذى لا يعرفه   ,  صدمت لفتره من الوقت و لكن صمتي الدائم حال دون ان يشعر أحد .
في المقهى كانت الفرصة أكبر ليتكلم عم على , عم على رجل يدخل قلبك من اول وهله  , يحب شعر العامية و مؤمن أنه يصل للناس أسرع , يحب و يقدر فؤاد حداد و يرى أن صلاح جاهين مجرد  محظوظ , يشجع الشباب من حولة على أي شيء يندرج تحت الأدب أو الفن .
عدت إلى بيتي و قد كسبت من هذا اليوم عم على , فيما بعد أخبرني صديقي بمهنة عم على الحقيقية و لكنني أخترت أن أنساها فخيالية المثقف المكافح أفضل بكثير من الحقيقة أياً كانت , رأيت عم على بعد ذلك أكثر من مره في أكثر من ندوة في مدن متفرقة ينال فيها الكثير من الاحترام و التقدير .
في هذا اليوم فقط اكتشفت أن المجتمع الأدبي مجتمع راقي لا يهمه ما هو عملك ولا وضعك المالى ولا ملامحك , المهم فقط هو مقدار معرفتك .  

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

إنه هنا ..



لم يكن هناك شيء ليقطع وحدتها الطويلة أفضل من سماع خطوات قدمة تضرب على الدرج , هرولت نحو الباب و فتحته , تنتظر وصوله لكن الخطوات هذه المره سريعة حتى أنها شكت بأنه مجرد شخصاً أخر فاغلقت الباب إلا مجرى شعاع نور تنظر من خلاله .
انه هو بالفعل فتحت الباب سريعاً بعينين ممتلأتان بالدموع حتى أصبحت تعجز عن رؤيته و بمجرد وصوله أمام الباب أخذته فى حضنها فكان هذا أهم .
لكن هذه المره هناك شيئاً غريباً فأنه يتنفس كأنه وصل إليها ركضاَ و قلبه يكاد يقفز من صدره لسرعة ضرباته .
و ما كان منها إلا انها جلست على الأرض وهى تحتضنه و وضعت رأسه على صدرها و أخذت تتنفس ببطئ و تجب رأسه إليها بقوة ليتمكن من سماع ضربات قلبها , لم يمضي طويلا على ذلك حتى هدأ و أرتاح و كافئها بنظره منه و إبتسامه صادقه و أغمض عينيه و ذهب فى نوم يبدو أنه عميق و هى مازالت تحتضنه و تنظر إليه . 
لا يشغل بالها الأن ماذا حدث له .. المهم أنه هنا . 

الأحد، 7 أكتوبر 2012

لحظة حرية

يجلس وحيداً في غرفته و قد تعدى الوقت الثالثة صباحاً فقد أصيب هذه الليلة ايضاً بالأرق , ينهض عن كرسيه الهزاز و يخرج سيجاره من جيب سروال و يسحب قداحه من بين سبعة يملكهم و يخلع نظارتة ليتذكر كم وصل الحال لضعف نظره .
اتجه إلى الشرفه ووضع السيجارة في فمه و يضغط على قداحته لتخرج شعله كافيه لإشعال سيجارتة و صوت يرن فى شارعه الضيق .
يتأمل البيوت من حوله لعله يرى شريك له فى الأرق أو التدخين , لكنه ظل وحيداً .
مع النفس الثاني من سيجارته احس أنها تخنقه و يفكر بإلقائها و لكنه قرر أن يجرب بضعه أنفاس اخرى . و فعلا بعد عده أنفاس شعر بلذه سيجارته الرخيصه , نظر إليها فى حسد لأنها بعد قليل سوف تحكم عليه بإنهاء شعوره باللذه و ما كان منه إلا أنه القى بيها فى شارعه الضيق الفارغ , فحكم هو عليها قبل تنفيذ حكمها فيه و كي يعيش ولو فى خياله ( لحظة حرية ) .
عاد إلى غرفته يشعر بشيء من الدوار من أثر أول سيجاره له منذه عده أيام  , عاد ليرتمى على سريره ليحاول النوم مره اخرى  .. وحيداً 

السبت، 11 أغسطس 2012

عرب 48 - القنبلة الموقوتة





أطلق عليهم عرب 48 أو عرب إسرائيل أو عرب الداخل أو الوسط العربي أو الفلسطينيين الإسرائيليين .
من هم  ؟!
هم من بقوا في أراضيهم فى سنة 1948 أصبحوا مواطنين في دولة إسرائيل منذ بداية تأسيسها , و هم أيضا سكان القدس الذين تم ضمهم إلي دولة إسرائيل بعد سنة 1967 و تم منحهم الإقامة الكاملة دون جنسية إسرائيلية و غالبا ما يملكون جوازات سفر أردنية , هم أيضا سكان الجولان وهم مجموعة صغيرة من السكان السوريين الذين بقوا في الجولان بعد احتلالها .

معظم عرب 48 يعرفون أنفسهم كعرب و لكن تشير الاستطلاعات أن معظمهم يفضلون البقاء كمواطنين في إسرائيل على أن يكونوا مواطنين فى مناطق السلطة الفلسطينية و ذلك من مطلق البقاء فى أرض الأباء و الأجداد .
و دائما ما يوجهه عرب 48 موجات تحريضية من اليمين الإسرائيلي و يوصفون بأنهم القنبلة الموقوتة . و لكن لماذا كل هذا الخوف منهم  ؟
لأن أعداد العرب داخل إسرائيل تتزايد بسرعة أكبر من اليهود فيبلغ معدل الخصوبة لدى المرأة الفلسطينية في سن الإنجاب 6 أطفال فى حين يبلغ 2.6 طفل للمرأة اليهودية في إسرائيل و هذا ما ذكرته الدكتورة الأمريكية كونستانسي هيليارد فى كتابها " هل لإسرائيل مستقبل "

علمت الآن لما عرب 48 قنبلة  ,  سوف تتأكد إذا علمت أن فى 2012 يبلغ عدد سكان إسرائيل 7.88 مليون نسمه و منهم ما يفوق المليون ونص نسمه من عرب 48 أي حوالى 20 % من سكان إسرائيل و لن تتأكد أبدا من العدد الحقيقي للعرب في إسرائيل لان لا يوجد معطيات دقيقة من دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية  .
من لم يكن يعلم كل ذلك ينصب تفكيره الآن أن فعلاً نهاية دولة إسرائيل على يد هؤلاء الأبطال , و لكن هذا ليس أكيد فحال هؤلاء العرب الأبطال لم يدم و للأجيال الجديدة نظره أخرى للأمور , بعد أن  تلقوا تعليمهم في مدارس يهودية و مسيحية و تخرجوا منها على جامعات يهودية تخدم جميعها الفكر الصهيوني و رغبتهم أن تتعامل معهم الحكومة الإسرائيلية كمواطنين درجة أولى و ليس درجة ثالثه , كل هذا كسر الحاجز بين العربي و الإسرائيلي .

الآن ماذا وصل الحال لعرب 48 ؟
أكثرهم موالي للحكومة الإسرائيلية حاصلين على جنسيتها و شبابهم و بناتهم يخدموا فى الجيش الإسرائيلي يكرهون حكومة حماس و على قناعه أن الجيش الإسرائيلي لا يؤذى أحد إلا لو أستحق هذا و منهم من لا يتحدث العربية و لا يريدون مغادرة إسرائيل و لكن السبب هذه المرة ليس البقاء على أراضيهم و لكن لأنهم يجدوا حياه أفضل خارج إسرائيل .
نظره الفلسطينيين في الضفة و غزة لهم نظرة ما بين التخوين و الشفقة .
فالبعض يرى أنهم خائنون و باعوا قضية الوطن لمصلحة شخصية , و الاعتقاد الأخر أنهم قد تم تغيبهم بما قدمه لهم الأعلام الصهيوني و مضطرين للتنازل في بعض الأحيان .
فمثلا إذا خدم أحدهم فى الجيش الإسرائيلي فيكتسب حق المواطنة الكاملة و بعد انتهاء خدمته له مبلغ مالي كبير يأخذه أو يخصم من ضرائبه .

لكن فى كل الأحوال فـ " عرب 48 " في يومنا هذا بعاد كل البعد عن العرب .
مع ذلك لم ينصهر مجتمعهم مع المجتمع الإسرائيلي بالكامل  فظل هناك حاجز بسبب الدين و اللغة و طبعاً لان المجتمع الإسرائيلي يعاملهم على أنهم مواطنين أقل .
كان ناتج هذا محاولات من شباب عرب إسرائيل لخلق تجمعات عربية خاصة بهم هدفها تنمية الوعي الفكري و الثقافي لديهم و لدى أبنائهم ,  و لكنها كانت على النهج التالي :
-       -    مهرجان أطول دبكة بالعالم الذي أقيم فى عكا عام 2007 .
-     -   مسابقة أفضل عارض و عارضة أزياء فى الوسط العربي .
-     -   مسابقة ميس ليلك لاختيار ملكة جمال الوسط العربي .
و أيضاً مسيرات للأعياد و كشافية و حفلات وطنية
كمان كان يقام سنوياً أحياء لذكرى النكبة و لكن منعته إسرائيل قبل فتره وجيزة بحجة أنه يضر بنفسية المواطن اليهودي .

الآن لديك الصورة كاملة فهل عرب 48 قنبلة موقوتة فى وجه إسرائيل أم فى وجه العرب ؟
فهؤلاء الشباب في حاجة لتسليط الأعلام عليهم , في حاجة لمجهود منا كي لا نفقدهم للأبد .