كلامى

الحلم اصله فكره , و الفكره اصلها خيال , و الخيال اصله أمل

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

ثقافة الرخص الدعائي

 

دائماً ما تعودنا في شهر رمضان مشاهدة كمية كبيرة من الاعلانات منها الذى يصيبنا بالضجر و منها المسلي , منها البسيط و العادي ومنها المضحك و المميز بالأفكار اللإبداعيه الجديدة و كان تنافس الشركات واضحاً بتقديم أفضل ما لديها في موسم الدعايا التلفزيونية و خصوصاً شركات الاتصالات و المياه الغازية . 

هذا العام حدث خلل في هذه القاعدة ما لم يكن في الكمية , فالفواصل الإعلانية بين البرامج و المسلسلات ما زالت طويلة مملة , إنما الخلل في شكل الإعلان ذاته , أصبح شكل التنافس بسيط يكاد لا يذكر معظم الإعلانات أخذت الشكل البسيط المتداول حتى الإعلانات صاحبة الأفكار المميزة كانت دون مستوى كل عام , هذا الهبوط في في الشكل الدعائي ليس مجرد صدفة أو نتيجة لعوامل اقتصادية , إنما هو مجرد تماشياً مع الذوق العام الدارج للمشاهد المصري .

لو عرفنا ان شكل الدعايا يُحدد حسب ثقافة الفئة الموجه لها إذا ما الذى حدث خلال عاماً واحد جعل ثقافة المتلقى المصرى تهبط حتى تجعل كبرى الشركات لا تبذل مجهوداً لتؤثر فيه ؟

إذا تابعنا شكل الإعلانات التلفزيونية طوال العام الماضي ستجدها أقل من البسيطة تبعد عن الاحتراف أميالاً اعلانات رخيصة لا تنافس سوى فيديوهات الموبايل مقدمة على قنوات فضائية رخيصة معظمها إعلانات لشركات صغيرة تسوق لمنتجات بسيطة و مقلده تقوم بشرائها عبر الهاتف و إعلانات للشركات العقارية و أطعمة غذائية و الكثير الكثير من الشركات الصغيرة ذو المنتجات الرديئة التى وجدت مساحة إعلانية رخيصة على قنوات رخيصة لتبث ما هو أرخص .

فإذا كان هذا هو المتداول و المتماشي مع ثقافة المستهلك المصرى فمن الطبيعى ان لا تحتاج الشركات الكبرى لأفكار جديدة مميزة لتبهر بها المواطن المصرى , فكل شعب يُخاطب بلغته .

الاثنين، 14 أبريل 2014

الوحدة الوطنية

منذ فترة كنت أجالس أحد أصدقائي و نتحاور فى عدة مواضيع و بالصدفه فتح نقاش حول العلاقة بين المسيحين و المسلمين فى مصر هذه الأيام و فاجئنى رأيه عندما قال “ نحن أكثر البلاد نتمتع بالوحدة الوطنية بل نحن من أخترعنا الوحدة الوطنية “ نظرة الأستغراب على وجهى كانت كفيلة بتحرير بعض من ضحكاتة و لما زاد استغرابى توقف دقيقة ليحاولى افهامى ما يقصده بـ “ الوحدة الوطنية “ .قال فى جدية تامه “ الوحدة الوطنية التى أقصدها هى الوحدة التى يعيش فيها كل فئة و صنف و مله فى وحدة مغلقه على من داخلها لا تهتم باى شيء خارجها .. يمكننى تقريب الصورة بالوحدات السكنية , فكل طائفة تعيش فى وحدة على حدا . لذلك صدقنى عندما أقول لك أننا من أخترعنا الوحدة الوطنية " . نعم لدينا مشكلة و لكن هل يوجد أهتمام لحل المشكلة ؟
نحن نتعامل مع الفجوة بين المسلمون و المسحيون كالجرح فى الجسد الذى اذا أردت أن يشفى وجب عليك أهمالة وعدم العبث به , فالتجاهل هو التصرف الصادر من الجميع و كأن أنكار المشكلة سيجعل القلوب تتغير و تصير قادرة على تقبل المختلف عنها , كل ما نفعله هو التجاهل غير مدركين أن التجاهل يأتى بعد تطهير الجرح و إلا كانت النتيجة اسوأ .
نعم لدينا مشكلة و ستقابلها يومياً فى تعاملاتك المختلفة , و المشكلة الأكبر ليست فى تقبل الأخر بل فى الاحساس انه غريب عن المجتمع و معاملتة بطريقة مختلفة حتى لو كانت جيدة , ففى النهاية تؤدى إلى توصيل فكرة أنت من الطرف الاخر , أنت من الأقلية , أنت ضعيف و لك بعض من الشفقه منى لأننى إنسان متفتح . ومن المؤكد ان المعامله الخاصه تؤدى أيضاً إلى عدم الأندماج و الأحساس بالغربة فى وطنة .
و لكى تحدد المشكلة بشكل أدق يجب عليك الرجوع إلى البداية و أول تاريخ المسيحية و الإسلام مع شعب مصر , أنظر إلى الأصل ستجد الطرفان شركاء فيه , لا المسيحية ولا الإسلام دخلت على شكل غزاه و طردوا أهل مصر بل أهل مصر هم من أعتنقوا المسيحية مره و من بعدها الإسلام مره .
أنظر للتاريخ مره آخرى و دقق على طول فترة تعايش المصرييون من مسيحييون و مسليمون ستجد أن الفترة الحالية مجرد ظرف طارئ على المجتمع المصرى , فترة لا تكاد تذكر بجانب التاريخ الطويل المشترك بما فيه من هدوء و تعايش .
ألقى نظرة شاملة أخيرة ستجد الشعب المصرى أكثر شعب قادر على التعايش و تقبل الآخر و الدليل واضح حتى فى فترات الاحتلال و الغزو كان لديه القدرة على التعايش معهم .
اذا لماذا هذا الكم من التوتر بين شعب واحد ذو أصل واحد لمجرد الأختلاف فى العقيدة و التفكير ؟
قيل لى مرة أن غياب الديمقراطية احدى أعمدة الفتنه .
فحديثا لم يظهر اى مشكلات فى العلاقة بين المسلمين و المسيحين إلا بعد حادثة " قطر الصعيد " فى عهد جمال عبد الناصر و حادثة " الزاوية الحمراء " فى عهد أنور السادات , و هما عهدان أكثر ما ميزهما التلاعب بكلمة ديمقراطية لينتهى الأمر بسياسة الرئيس المخلوع مبارك و التى نسينا فيها معنى الديمقراطية و شهدت تطور ملحوظ للتوتر بين الجانبين .
لكنى لا أعتقد أن غياب الديمقراطية هى السبب الأوحد لما وصلنا إليه , و أياً كان السبب فى ذلك , أرى أنه حان الوقت لخروج كل طائفة من وحدتها الوطنية .