
كنت من كام يوم كده مع واحد صاحبى فى قهوه وكنت سالف منه كتاب وقولت أرجعهوله بقى ( صاحبى ده من نوع الناس اللى هما دودة قرايه ) .
المهم قعدنا وقلت أغلبه عشره طاوله بقى و احنا قاعدين لقيت الراجل اللى بينزلنا المشاريب مسك الكتاب اوى كده وبص على صاحبى ده وقاله " ماشى يا عم المثقف " طبعا أنا اخد الموضوع عادى فى الاول لان الناس دى بتحب تهزر مع الزباين ويمكن دى طريقه تهريجه .
لكن لقيت صاحبى بقى بصراحه مفروس من الكلام ده .
قالى الجمله دى انا طول عمرى بسمعها من الناس ولو فى يوم صدف ومشيت بكتاب فى الشارع كل واحد يقابلنى يمسك الكتاب يقلب فيه ويقولى " ماشى يا عم المثقف " والموضوع ده يا أبو نشأت خانقنى أوى .
ساعتها أنا بقى قعد أفكر هما ليه الناس دى بتعمل كده , هل يا ترى مثلا الأنسان اللى بيحب القرايه ده بيبقى حاله شاذه عن المجتمع .
الله دا اول كلمه فى القرآن الكريم " إقرأ " .. معنى كده إن القرايه من حرام .
آمال الناس بتبص لأى حد ماسك كتاب غير بتوع الدارسه أنه معوق ليه .
أفتكر بعد ما سيبت صاحبى ده بقى رحلتى الطويله مع القرايه واللى انتهت بحلول بعبع "الثانويه العامه " كفاكم الله شرها , انا فاكر انى كنت بحب أقرى وانا صغير وبحب القصص جدا ( طبعا اللى كانت بفهمها اياميها ) , بعد كده وفجأه لقيت ان ابقى ماسك كتاب فى ايدى غير كتب ومذكرات المدرسه شئ حراااام ... أيوه حرام ومن الأقوال المأثوره أياميها بقى " مذاكرنك أهم " " طيب افلح الأول فى مذكرتك وبعدين امسك الكتب دى " " فى الأجازه اقرى زى ما انتا عايز بس دلوقتى ركز علشان تبقى حاجه " ( وطبعا الاجازه لما بتيجى بيبقى اسبوع مصيف وبعديها نبدا الدورس بقى )
ولو الحجج خلصت هتلاقى أشهر كلمه قدامك اللى بجد تحسس الواحد أنه مش بنتى أدم وملهوش الا وظيفه واحده .. " يا تذاكر يا تنام "
وكمان افتكرت انى فضلت أربع سنين ممسكتش كتاب الا كتب الدراسه . لانى طبع مكنتش متحمس اوى يعنى علشان ارجع اقرى بعد 3 سنين القرايه حرام فيهم .
المهم سرحت بقى بخيالى بعيد كده بقى وفكرت أن لو فيه واحد حابب يبقى أديب مثلا أو يبقى شاعر أو يكتب قصص هتبقى أيه ظروفه ده بقى ؟
تخيلوا كده معايا لو راح لأبوه يقوله أنه بيحب الكتابه وكتب حاجه وعايز يطبع الكتاب بقى , هيبقى أيه تصرف أبوه بقى .
- صباح الخير يا حاج .
- صباح الخير يا اخويا انتا صحيت ؟
- ( لا بمشى وانا نايم ) أيوه يا بابا وصليت الصبح كمان .
- طيب يا سيدى ربنا يهدى .
- كنت عاوز اقولك على موضوع كده يا حاج .
- أوعى تقولى هات فلوس أنا يدوب ممشى البيت بالعافيه . لا تقولى هات جزمه ولا شورت ألعاب حتى .
- لا يا حاج دا الموضوع أكبر من الجزمه والحاجات دى .
- تبقى عملت مصيبه أتحفنى اطرب ودانى .
- أحم .. أنا عاوز انشر كتاب .
- طيب ما تنشر وأنا مالى أن شاء الله , لو البلكونه مش عجباك عندك السطح بس خلى بالك من الفراخ لتهرب .
- ( الاستهبال بدأ بقى ) لا يا حاج عاوز أطبع كتاب يعنى .
- والكتاب ده بتاع مين بقى أن شاء الله ؟
- بتاع مين أيه يا حاج أنا اللى مألفه .
- لا يا شيخ وهو أنتا بتعرف تالف ؟ وألفته امتى ده بقى ان شاء الله ؟ وألفته أزاى ؟
- انا بقالى يا حاج 3 سنين بكتب فى حاجات أخيرا جمعتها ونفسى أنشرها فى كتاب بقى , وبعيدن أنا مخلص فلوسى كلها أصلا على الكتب من وانا فى ثانوى .
- يعنى كمان سايب مذكرتك طول السنين ده وعمال تقرى فى كتب بره , والفلوس دى انتا مش بتشرب بيها سجاير .
- لا يا حاج والله ما جربتها حتى سجاير ايه بس .
- طيب ربنا يهديك يا ابنى . اكيد طبعا القرايه حاجه مهمه انا طول عمرى معودك على كده .
- ( لا يا راجل ) ايون ايون يا حاج طبعا , المهم بقى أنى عايز انشر بقى الكتاب بتاعى ده .
- طيب خلاص روح أنشره زى ما انتا عايز , وربنا يكرمك .
- ربنا يخليك يا حاج انا أن شاء الله هروح اتفق مع دار النشر النهارده . هى الفلوس هتبقى جاهزه امتى بقى يا حاج ؟ علشان يمكن اخلص كل حاجه النهارده .
- نعم يا حبيبى فلوس ايه ؟
- فلوس طبع الكتاب يا بابا .
- انا مش طول عمرى بقول ان الحاجات دى هتبوظك غور ياض من قدامى الساعه دى .
- يا حاج دا انتا اللى عملتنا ان القرايه مهمه اوى .
- مهمه اه بس مش جايبلى شويه حاجات تافهه وتقولى انشرها . انا مش قولتلك أمشى ياض .
ويمكن ساعتها البلكونه تتفتح وتلاقى ناس بتطير منها كده وقسم البوليس يسترزق .
طيب لو ده موقف الاب بقى تخيلوا انتوا بقى لو الولد ده راح يتجوز مثلا هيبقى ايه منظره . ( أنا عن نفسى مش عايز أتخيل ) .
والظاهر ان الموضوع ده مش جديد ولا حاجه وأنه قديم أوى .
بدليل حمله القراءة للجميع اللى ظهرت اصلا علشان تنبه الناس بأهميه القرايه .
بس انا بصراحه كل ما أفتكر القراءة للجميع دى أفتكر الكتاب اللى كنت واخده من إبن خالتى . الكتاب كان المفروض للأطفال .
الكتاب عباره عن قصه وكان عنوانه " عالم رائع جديد " والكاتب هو " الدوس هيكسلى " . والثمن مائه خمسه وسبعون قرش .
الكتاب ده كان عندى من وأنا فى ابتدائى ... قريته ومفهمتش حاجه خالص .
استنيت لحد ما بقيت فى اعدادى .. قريته ومفهمتش حاجه خالص برضوه . الله .. دا كان المفروض للأطفال .
لحد ما زهقت منه بصراحه وقولت ده فيه حاجه غلط .
لحد وانا فى تالته ثانوى بقى وكنت قاعد كده عند استاذ محمد محسن استاذ العربى ومستخبى لحسن ياحد باله منى ويسألنى ولا حاجه .
لقيته بيقول فى وسط الكلام " ومن رواد اليوجينيا الدوس هيكسلى " ... أيه ده دا الراجل بتاع الكتاب الغبى , قومت مركز كده بقى
عرفت ان ده درس قراءة عندنا فى المنهج و " اليوجينيا " دى حاجه زى التفرقه العنصريه وهى أن فيه فئه واحده بس من الناس اللى تستحق انها تعيش والباقى يخدموهم .. الله بقى دى زى النازيه تقريبا اصلا هى دى .
الراجل ده بتاع الكتاب من اهم روادها ... أفتكرت ان القصه كان فيها حضانات اطفال فى المستقبل وانهم بينقوا الصفات بتاع العيال دى .
يعنى كده القصه دى بتخدم اليوجينيا .. والقصه دى اطبعت فى حمله القراءه للجميع .. و للاطفال كمان . دا كده دى مصيبه .
أذا محدش بيعترف أن الانسان اللى بيحيب القرايه ده أنسان طبيعى على الاقل .
ولو حتى جهه اعترفت بده بتديله حاجات تخليه مش طبيعى .
ٌإذا وبكل فخر القراءة للمعاقين .
المهم قعدنا وقلت أغلبه عشره طاوله بقى و احنا قاعدين لقيت الراجل اللى بينزلنا المشاريب مسك الكتاب اوى كده وبص على صاحبى ده وقاله " ماشى يا عم المثقف " طبعا أنا اخد الموضوع عادى فى الاول لان الناس دى بتحب تهزر مع الزباين ويمكن دى طريقه تهريجه .
لكن لقيت صاحبى بقى بصراحه مفروس من الكلام ده .
قالى الجمله دى انا طول عمرى بسمعها من الناس ولو فى يوم صدف ومشيت بكتاب فى الشارع كل واحد يقابلنى يمسك الكتاب يقلب فيه ويقولى " ماشى يا عم المثقف " والموضوع ده يا أبو نشأت خانقنى أوى .
ساعتها أنا بقى قعد أفكر هما ليه الناس دى بتعمل كده , هل يا ترى مثلا الأنسان اللى بيحب القرايه ده بيبقى حاله شاذه عن المجتمع .
الله دا اول كلمه فى القرآن الكريم " إقرأ " .. معنى كده إن القرايه من حرام .
آمال الناس بتبص لأى حد ماسك كتاب غير بتوع الدارسه أنه معوق ليه .
أفتكر بعد ما سيبت صاحبى ده بقى رحلتى الطويله مع القرايه واللى انتهت بحلول بعبع "الثانويه العامه " كفاكم الله شرها , انا فاكر انى كنت بحب أقرى وانا صغير وبحب القصص جدا ( طبعا اللى كانت بفهمها اياميها ) , بعد كده وفجأه لقيت ان ابقى ماسك كتاب فى ايدى غير كتب ومذكرات المدرسه شئ حراااام ... أيوه حرام ومن الأقوال المأثوره أياميها بقى " مذاكرنك أهم " " طيب افلح الأول فى مذكرتك وبعدين امسك الكتب دى " " فى الأجازه اقرى زى ما انتا عايز بس دلوقتى ركز علشان تبقى حاجه " ( وطبعا الاجازه لما بتيجى بيبقى اسبوع مصيف وبعديها نبدا الدورس بقى )
ولو الحجج خلصت هتلاقى أشهر كلمه قدامك اللى بجد تحسس الواحد أنه مش بنتى أدم وملهوش الا وظيفه واحده .. " يا تذاكر يا تنام "
وكمان افتكرت انى فضلت أربع سنين ممسكتش كتاب الا كتب الدراسه . لانى طبع مكنتش متحمس اوى يعنى علشان ارجع اقرى بعد 3 سنين القرايه حرام فيهم .
المهم سرحت بقى بخيالى بعيد كده بقى وفكرت أن لو فيه واحد حابب يبقى أديب مثلا أو يبقى شاعر أو يكتب قصص هتبقى أيه ظروفه ده بقى ؟
تخيلوا كده معايا لو راح لأبوه يقوله أنه بيحب الكتابه وكتب حاجه وعايز يطبع الكتاب بقى , هيبقى أيه تصرف أبوه بقى .
- صباح الخير يا حاج .
- صباح الخير يا اخويا انتا صحيت ؟
- ( لا بمشى وانا نايم ) أيوه يا بابا وصليت الصبح كمان .
- طيب يا سيدى ربنا يهدى .
- كنت عاوز اقولك على موضوع كده يا حاج .
- أوعى تقولى هات فلوس أنا يدوب ممشى البيت بالعافيه . لا تقولى هات جزمه ولا شورت ألعاب حتى .
- لا يا حاج دا الموضوع أكبر من الجزمه والحاجات دى .
- تبقى عملت مصيبه أتحفنى اطرب ودانى .
- أحم .. أنا عاوز انشر كتاب .
- طيب ما تنشر وأنا مالى أن شاء الله , لو البلكونه مش عجباك عندك السطح بس خلى بالك من الفراخ لتهرب .
- ( الاستهبال بدأ بقى ) لا يا حاج عاوز أطبع كتاب يعنى .
- والكتاب ده بتاع مين بقى أن شاء الله ؟
- بتاع مين أيه يا حاج أنا اللى مألفه .
- لا يا شيخ وهو أنتا بتعرف تالف ؟ وألفته امتى ده بقى ان شاء الله ؟ وألفته أزاى ؟
- انا بقالى يا حاج 3 سنين بكتب فى حاجات أخيرا جمعتها ونفسى أنشرها فى كتاب بقى , وبعيدن أنا مخلص فلوسى كلها أصلا على الكتب من وانا فى ثانوى .
- يعنى كمان سايب مذكرتك طول السنين ده وعمال تقرى فى كتب بره , والفلوس دى انتا مش بتشرب بيها سجاير .
- لا يا حاج والله ما جربتها حتى سجاير ايه بس .
- طيب ربنا يهديك يا ابنى . اكيد طبعا القرايه حاجه مهمه انا طول عمرى معودك على كده .
- ( لا يا راجل ) ايون ايون يا حاج طبعا , المهم بقى أنى عايز انشر بقى الكتاب بتاعى ده .
- طيب خلاص روح أنشره زى ما انتا عايز , وربنا يكرمك .
- ربنا يخليك يا حاج انا أن شاء الله هروح اتفق مع دار النشر النهارده . هى الفلوس هتبقى جاهزه امتى بقى يا حاج ؟ علشان يمكن اخلص كل حاجه النهارده .
- نعم يا حبيبى فلوس ايه ؟
- فلوس طبع الكتاب يا بابا .
- انا مش طول عمرى بقول ان الحاجات دى هتبوظك غور ياض من قدامى الساعه دى .
- يا حاج دا انتا اللى عملتنا ان القرايه مهمه اوى .
- مهمه اه بس مش جايبلى شويه حاجات تافهه وتقولى انشرها . انا مش قولتلك أمشى ياض .
ويمكن ساعتها البلكونه تتفتح وتلاقى ناس بتطير منها كده وقسم البوليس يسترزق .
طيب لو ده موقف الاب بقى تخيلوا انتوا بقى لو الولد ده راح يتجوز مثلا هيبقى ايه منظره . ( أنا عن نفسى مش عايز أتخيل ) .
والظاهر ان الموضوع ده مش جديد ولا حاجه وأنه قديم أوى .
بدليل حمله القراءة للجميع اللى ظهرت اصلا علشان تنبه الناس بأهميه القرايه .
بس انا بصراحه كل ما أفتكر القراءة للجميع دى أفتكر الكتاب اللى كنت واخده من إبن خالتى . الكتاب كان المفروض للأطفال .
الكتاب عباره عن قصه وكان عنوانه " عالم رائع جديد " والكاتب هو " الدوس هيكسلى " . والثمن مائه خمسه وسبعون قرش .
الكتاب ده كان عندى من وأنا فى ابتدائى ... قريته ومفهمتش حاجه خالص .
استنيت لحد ما بقيت فى اعدادى .. قريته ومفهمتش حاجه خالص برضوه . الله .. دا كان المفروض للأطفال .
لحد ما زهقت منه بصراحه وقولت ده فيه حاجه غلط .
لحد وانا فى تالته ثانوى بقى وكنت قاعد كده عند استاذ محمد محسن استاذ العربى ومستخبى لحسن ياحد باله منى ويسألنى ولا حاجه .
لقيته بيقول فى وسط الكلام " ومن رواد اليوجينيا الدوس هيكسلى " ... أيه ده دا الراجل بتاع الكتاب الغبى , قومت مركز كده بقى
عرفت ان ده درس قراءة عندنا فى المنهج و " اليوجينيا " دى حاجه زى التفرقه العنصريه وهى أن فيه فئه واحده بس من الناس اللى تستحق انها تعيش والباقى يخدموهم .. الله بقى دى زى النازيه تقريبا اصلا هى دى .
الراجل ده بتاع الكتاب من اهم روادها ... أفتكرت ان القصه كان فيها حضانات اطفال فى المستقبل وانهم بينقوا الصفات بتاع العيال دى .
يعنى كده القصه دى بتخدم اليوجينيا .. والقصه دى اطبعت فى حمله القراءه للجميع .. و للاطفال كمان . دا كده دى مصيبه .
أذا محدش بيعترف أن الانسان اللى بيحيب القرايه ده أنسان طبيعى على الاقل .
ولو حتى جهه اعترفت بده بتديله حاجات تخليه مش طبيعى .
ٌإذا وبكل فخر القراءة للمعاقين .