طريق طويل ممل يجب أن تسير فيه مرتين كلما أردت زيارة الجامعة ؛ نص ساعة مشي متواصل هى الفتره بين بوابة الجامعة و أى شيء آخر تريد الوصول إليه داخل الجامعة ؛ هذا الطريق بالإضافه أنه ممل جدا هو أيضاً هادئ جداً . الغريب أن هناك دائماً أعداداً كبيرة تمشي به ذهاباً و إياباً لكنه مازال هادئاً . لذلك كان سهل عليه سماع هذه الرنه المميزة ؛ فالسير وحيداً يكثر الطريق مللاً . أنها رنه حذاء رخيص عاليه الصوت تضرب الأرض خلفه ؛ صار يتتبع و يرمي بتركيزه إلي الصوت ؛ تباطؤ خطواته كان محاولة فاشلة منه فالـ " رنه " لم تتخطاه أبداً . فضوله يزيد و خيالة يتوسع . كاد يطير فرحاً عندى سمع صوت صاحبه الرنه يرمي بضع كلمات ؛ لم يسمع صوت آخر يرد عليها ( يبقى اكيد موبايل ) صوتها لم يهزه و لم يؤثر فيه فكتفى بأمر خياله ألا يتوسع أكثر . و بدون أى تفكير تلفت قليلاً إلى الخلف ليرى صاحبة الرنه ؛ لكن تلفته لم يكن كافياً فلم يرى سوى الشاب الذي يسير بجوارها . كل ما تمناه فى هذه اللحظة أن يخرج خياله من داخله و " يلسعه قلمين " و يدخله مره آخرى . أنتهى الطريق الممل و لم ينتهي فضوله فألقى بنظره صغيره مره أخرى ليرى صاحبه الرنه و الصوت غير المؤثر فكانت إلى حد كبير تشبه أخته الكبرى .
لا يهم ... فأهم شيء الأن أنه عبر الطريق بدون ملل .