منذ
فترة كنت أجالس أحد أصدقائي و نتحاور فى
عدة مواضيع و بالصدفه فتح نقاش حول العلاقة
بين المسيحين و المسلمين فى مصر هذه الأيام
و فاجئنى رأيه عندما قال “ نحن أكثر البلاد
نتمتع بالوحدة الوطنية بل نحن من أخترعنا
الوحدة الوطنية “ نظرة الأستغراب على
وجهى كانت كفيلة بتحرير بعض من ضحكاتة و
لما زاد استغرابى توقف دقيقة ليحاولى
افهامى ما يقصده بـ “ الوحدة الوطنية “
.قال
فى جدية تامه “ الوحدة الوطنية التى
أقصدها هى
الوحدة التى يعيش فيها كل فئة و صنف و مله
فى وحدة مغلقه على من داخلها لا تهتم باى
شيء خارجها ..
يمكننى
تقريب الصورة بالوحدات السكنية ,
فكل
طائفة تعيش فى وحدة على حدا .
لذلك
صدقنى عندما أقول لك أننا من أخترعنا
الوحدة الوطنية "
. نعم
لدينا مشكلة و لكن هل يوجد أهتمام لحل
المشكلة ؟
نحن نتعامل مع الفجوة بين المسلمون و المسحيون كالجرح فى الجسد الذى اذا أردت أن يشفى وجب عليك أهمالة وعدم العبث به , فالتجاهل هو التصرف الصادر من الجميع و كأن أنكار المشكلة سيجعل القلوب تتغير و تصير قادرة على تقبل المختلف عنها , كل ما نفعله هو التجاهل غير مدركين أن التجاهل يأتى بعد تطهير الجرح و إلا كانت النتيجة اسوأ .
نحن نتعامل مع الفجوة بين المسلمون و المسحيون كالجرح فى الجسد الذى اذا أردت أن يشفى وجب عليك أهمالة وعدم العبث به , فالتجاهل هو التصرف الصادر من الجميع و كأن أنكار المشكلة سيجعل القلوب تتغير و تصير قادرة على تقبل المختلف عنها , كل ما نفعله هو التجاهل غير مدركين أن التجاهل يأتى بعد تطهير الجرح و إلا كانت النتيجة اسوأ .
نعم
لدينا مشكلة و ستقابلها يومياً فى تعاملاتك
المختلفة ,
و
المشكلة الأكبر ليست فى تقبل الأخر بل فى
الاحساس انه غريب عن المجتمع و معاملتة
بطريقة مختلفة حتى لو كانت جيدة ,
ففى
النهاية تؤدى إلى توصيل فكرة أنت من الطرف
الاخر ,
أنت
من الأقلية ,
أنت
ضعيف و لك بعض من الشفقه منى لأننى إنسان
متفتح .
ومن
المؤكد ان المعامله الخاصه تؤدى أيضاً
إلى عدم الأندماج و الأحساس بالغربة فى
وطنة .
و
لكى تحدد المشكلة بشكل أدق يجب عليك الرجوع
إلى البداية و أول تاريخ المسيحية و
الإسلام مع شعب مصر ,
أنظر
إلى الأصل ستجد الطرفان شركاء فيه ,
لا
المسيحية ولا الإسلام دخلت على شكل غزاه
و طردوا أهل مصر بل أهل مصر هم من أعتنقوا
المسيحية مره و من بعدها الإسلام مره .
أنظر للتاريخ مره آخرى و دقق على طول فترة تعايش المصرييون من مسيحييون و مسليمون ستجد أن الفترة الحالية مجرد ظرف طارئ على المجتمع المصرى , فترة لا تكاد تذكر بجانب التاريخ الطويل المشترك بما فيه من هدوء و تعايش .
أنظر للتاريخ مره آخرى و دقق على طول فترة تعايش المصرييون من مسيحييون و مسليمون ستجد أن الفترة الحالية مجرد ظرف طارئ على المجتمع المصرى , فترة لا تكاد تذكر بجانب التاريخ الطويل المشترك بما فيه من هدوء و تعايش .
ألقى
نظرة شاملة أخيرة ستجد الشعب المصرى أكثر
شعب قادر على التعايش و تقبل الآخر و
الدليل واضح حتى فى فترات الاحتلال و
الغزو كان لديه القدرة على التعايش معهم
.
اذا لماذا هذا الكم من التوتر بين شعب واحد ذو أصل واحد لمجرد الأختلاف فى العقيدة و التفكير ؟
اذا لماذا هذا الكم من التوتر بين شعب واحد ذو أصل واحد لمجرد الأختلاف فى العقيدة و التفكير ؟
قيل
لى مرة أن غياب الديمقراطية احدى أعمدة
الفتنه .
فحديثا
لم يظهر اى مشكلات فى العلاقة بين المسلمين
و المسيحين إلا بعد حادثة "
قطر
الصعيد "
فى
عهد جمال عبد الناصر و حادثة "
الزاوية
الحمراء "
فى
عهد أنور السادات ,
و
هما عهدان أكثر ما ميزهما التلاعب بكلمة
ديمقراطية لينتهى الأمر بسياسة الرئيس
المخلوع مبارك و التى نسينا فيها معنى
الديمقراطية و شهدت تطور ملحوظ للتوتر
بين الجانبين .
لكنى لا أعتقد أن غياب الديمقراطية هى السبب الأوحد لما وصلنا إليه , و أياً كان السبب فى ذلك , أرى أنه حان الوقت لخروج كل طائفة من وحدتها الوطنية .
لكنى لا أعتقد أن غياب الديمقراطية هى السبب الأوحد لما وصلنا إليه , و أياً كان السبب فى ذلك , أرى أنه حان الوقت لخروج كل طائفة من وحدتها الوطنية .